قال الشيخ عائض القرني
هذه القصيدة ثناء وتبجيل للشيخ الفاضل والوالد الكبير سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، ومن واجبنا كمسلمين أن نحتفي بعلمائنا، وأن نقدرهم، وأن نعرف حقهم؛ لأنه واجبٌ شرعيٌّ علينا.
من هذه المبادئ والمفاهيم قلت هذه القصيدة:
قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي
لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي
عفواً لك الله قد أحببت طلعتكم لأنها ذكرتني سير أسلافي
والمدح يا والدي في غيركم كذب لأنكم لفؤادي بلسم شافي
يا دمع حسبك بخلاً لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل السافي
يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي
أغراهم المال والدنيا تجاذبهم ما بين منتعل منهم ومن حافي
مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي
وأنت جالست أهل العلم فانتظمَتْ لك المعالي ولم تولع بإرجاف
بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إشراقه الضافي
تشفي بفُتياك جهلاً مطبقاً وترى من دقة الفهم دراً غير أصداف
أقبلت في ثوب زهد تاركاً حللاً منسوجة لطفيلي وملحاف
تعيش عيشة أهل الزهد من سلف لا ترتضي عيش أوغاد وأجلاف
فأنت فينا غريب الدار مرتحل من بعد ما جئت للدنيا بتطواف
سر يا أبي واترك الدنيا لعاشقها في ذمة الله فهو الحافظ الكافي
أراك كالضوء تجري في محاجزنا فلا تراك عيون الأغلف الجافي
كالشدو تملك أشواقي وتأسرها في نغمة الوحي من (طه) ومن (قاف)
ما أنصفتك القوافي وهي عاجزة وعذرها أنها في عصر إنصاف
يكفي مُحَيَّاك أن القلب يعمره من حبكم والدي أضعاف أضعاف
يفديك من جعل الدنيا رسالته من كل أشكاله تفدي بآلافِ